المسؤولية المجتمعية للشركات في القانون الدولي والفقه الإسلامي دراسة مقارنة

الملخص

لقد تغير دور الشركات التقليدي المتمثل بتحقيق أكبر نسبة ربح ممكنة، إلى دور أسمى من ذلك، فأصبحت الشركات تساهم في تطوير وتنمية المجتمع وأبنائه والاهتمام بالعامل وتحسين ظروف العمل، والمحافظة على البيئة، كما أنها اصبحت تراعي متطلبات المستهلك وحاجياته، وهذا التغيير حصل بسبب الانتهاكات والتجاوزات الكبيرة التي كانت تقوم بها الشركات في مجال حقوق الانسان والبيئة. لذلك بادرة الأمم المتحدة بإنشاء اتفاق عالمي يحتوي على عشرة مبادئ تهتم بالبيئة وحقوق الانسان ومعايير العمل ومحاربة الفساد، كما إنها تحث الشركات في جميع انحاء العالم على تطبق هذه المبادئ من اجل الحد من مظاهر العولمة والفساد والانتهاكات الصارخة الحقوق الانسان و حقوق العمال والبيئة، والإسلام منذ ظهوره أي قبل حوالي أكثر من خمسة عشرة قرناً قد أرسى هذه المبادئ في أحكامه بل إنه زاد عليها
وجعلها جزء لا يتجزأ من تشريعاته.
لذلك تسعى هذه الدراسة لإلقاء الضوء على المبادئ العشرة للاتفاق العالمي للأمم المتحدة ومدى تطابقها مع أحكام الفقه الإسلامي، كما تسعى أيضاً لمعرفة التكييف القانوني للمسؤولية المجتمعية من وجهة نظر الاتفاق العالمي للأمم المتحدة والفقه الإسلامي، وأخيراً تحاول تأطير المسؤولية المجتمعية للشركات في الفقه الإسلامي على غرار المبادئ العشرة للاتفاق العالمي للأمم المتحدة.