تجريبيّة القصّة القصيرة العربيّة بين انتهاك الحدود الأجناسيّة ووصل المكتوب بالشّفويّ

الملخص

يتمثّل موضوع البحث في دراسة خصائص التّجريب في نماذج من القصّة القصيرة العربية على مستويي انتهاك الحدود الأجناسيّة، ووصل الشّفويّ بالمكتوب.

يهدف البحث إلى تبيّن معنى التّجريب، وصلته بالحداثة الأدبيّة، ومحاولة إدراك خصائصه المميّزة في القصّة القصيرة، وكشف مظاهره في القصّة القصيرة العربية من خلال مستويي: انتهاك الحدود الأجناسيّة، والمؤاخاة بين عالمي الشّفويّ والمكتوب.

اعتمد البحث على المنهج الإنشائيّ، وتبيّن للباحث من خلال هذه النّماذج المدروسة أنّ القصّة القصيرة تعدّ جنسًا تجريبيًّا تتعايش في رحابه مختلف الفنون، والنّصوص، والأجناس الأدبيّة؛ لذلك يعدّ توظيف النّماذج الرّاسخة المستمدّة من مختلف الأجناس الأدبيّة منسجمًا مع ميل هذا الجنس الأدبيّ إلى الاختزال، وقيام أدبيّته على التّكثيف. ولعلّ من أهمّ ما يتميّز به التّجريب في القصّة القصيرة يتمثّل في جمعها بين المتناقضات والتّأليف بينها؛ ممّا يجعلها تقع باستمرار في فضاء ملتبس يتداخل فيه الشّكل الكتابيّ والشّكل الشّفويّ، وتتفاعل فيه النّصوص؛ فحداثة القصّة القصيرة ليست حداثة انقطاع عن الماضي؛ فهي ترسّخ بتجريبيّتها مقوّمات جنس حيويّ لا يتمتّع بموقع ثابت في منظومة الأجناس الأدبيّة، ويسعى إلى الإغارة على الحدود الأجناسيّة من أجل تطويعها، وتوظيفها لمقتضيات التّجديد والإبداع على غير منوال سائد.