مفاهيم البلاغة وأثرها في شروح الحديث النبوي: دراسة في التصور والإجراء

الملخص

ينطلق هذا البحث من فرضية تقول: إن النظرية البلاغية العربية لها من الإمكانات والقدرات البحثية ما يؤهلها لأن تجدد نفسها كل حين، وذلك بفضل تداخلها مع حقول معرفية كثيرة، لكنَّ وقوف البحث البلاغي -في مساره التعليمي- عند ما قدمه البلاغيون المتأخرون من إسهام علمي قائم على التقسيم، ووضع المصطلحات، وضرب الأمثلة، وشرح المتون، ووضع الحواشي على المتون، -دون النظر في المسارات البحثية الأخرى واستثمار معطياتها- هو ما أضر بالمسيرة العلمية للبلاغة العربية.

ولذلك يسعى هذا البحث إلى دراسة المفاهيم التي قدمها علماء الحديث الشريف للبلاغة، -بوصفهم معنيِّين في المقام الأول بتحليل الخطاب النبوي- وإلى رصدِ هذه المفاهيم في ثلاث مراحل: الأولى: ما قبل ظهور المؤلفات البلاغية، والثانية: ما بعد التدوين وقبل ظهور مرحلة السكاكي، والثالثة: مرحلة ما بعد السكاكي؛ حيث تقسيم البلاغة إلى ثلاثةِ علومٍ تسبقُها مقدمةٌ عن الفصاحة والبلاغة.

كما تبحث هذه الدراسة في جانب آخر مهم وهو ربط مفاهيم البلاغة عند شراح الحديث بالآليات التي وُظِّفت في تحليل الخطاب النبوي، حيث الاهتمام -أولاً- بالعناصر اللغوية في شقها البنيوي: الصوتي والصرفي والمعجمي والتركيبي والدلالي، ثم ربطها -ثانيًا- بالعلامات غير اللغوية التي ينتجها مقام التخاطب، ولا يتضح مدلولها إلا عبر دراسة سياق التداول.