أهمية الشراكة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية الحكومية والخاصة: دراسة استطلاعية

الملخص

ركزت هذه الدراسة الميدانية على اكتشاف صورة الشراكة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس (SAMP).  حيث اختبرت هذه الدراسة نماذج الشراكة وخصائصها وقدرتها على تمكين الجامعات محل الدراسة لتحقيق مستهدفات الرؤية السعودية 2030، ومعايير الاعتماد المؤسسي والبرامجي المحددة من قبل هيئة تقويم التعليم والتدريب السعودية. 

 استخدم الباحث منهج البحث النوعي بإجراء 90 مقابلة شبه-منظمة/مهيكلة مع مستهدفي الدراسة. وقد كانت هذه المقابلات مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وعمداء ومساعدي عمداء والمسؤولين بعمادات التطوير والجودة في ثمان جامعات سعودية حكومية وخاصة.  وقد وظف الباحث نظرية استراتيجية فريق العمل كإطار نظري لتفسير نتائج الدراسة، معتمداً على معايير بناء المحاور التي حددها Creswell's (2014) لتحليل البيانات التي تم جمعها.

أبان الإطار النظري أعلاه عن قدرته في تفسير نتائج الدراسة. كما أظهرت نتائج الدراسة أن أغلب الطلاب في هذه الدراسة غير مدركين لثقافة الشراكة بينهم وبين مدرسيهم، وأن معظم أعضاء هيئة التدريس الذين تمت مقابلتهم تبين عدم اليقين لديهم بطبيعة الشراكة بينهم وبين طلبتهم. على النقيض، نجد أن منسوبي عمادات التطوير والجودة بالجامعات محل الدراسة يجمعون على أن الشراكة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس تعد من المعايير الأساسية في العملية التعليمية لضمان الاعتماد المؤسسي والبرامجي لمؤسسات التعليم الجامعي السعودية. وبالرغم من ذلك، أبرزت الدراسة -ميدانياً- أن النظر للطلاب كونهم شركاءً أو ملاكاً داخليين في العملية التعليمية لا يزال أمر يكتنفه الغموض، مؤكدا أن الدراسة تشير إلى أن البيئة الجامعية السعودية تعد أرضاً خصبة لازدهار ثقافة الشراكة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس شريطة توطين هذه الثقافة.

من وجهة نظر الباحث تعد هذه الدراسة الميدانية الأولى من نوعها في الإطار الاجتماعي السعودي، وقد قدمت هذه الدراسة العديد من التوصيات لصانعي السياسات التعليمية والباحثين في ذات المجال.