تحليل صرفي-صوتي "للاحتكاك" و "التعطيش" لللاحقة المؤنثة [-كِ] في اللهجات السعودية

الملخص

   الاحتكاك و التعطيش هما طريقتان لوصف نطق الحروف الساكنة. تنتج الصوامت الاحتكاكية عن طريق تقريب موضعين من مواضع النطق من بعضهما ودفع الهواء بينهما عبر ممر ضيق مما يحدث صوتا مسموعاً. تبدأ  صوائت التعطيش في نطقها كصوت متوقف وتنتهي كصوت احتكاكي. بالنسبة "للتعطيش" و "الاحتكاك" فهما من العمليات أو الأنماط التي تؤثر على الأنظمة الصوتية في العديد من لغات العالم. على سبيل المثال ، في اللغة العربية الحديثة و الكلاسيكية ، يعتبر الاحتكاك ظاهرة صوتية لغوية تؤثر على كاف المخاطبة المؤنثة و تقلبها الى الصوت الاحتكاكي (-س) أو (-ش). بينما يؤثر التعطيش على كاف المخاطبة المؤنثة و تقلبها الى (-تس), (-تش) أو (تچ). انتشرت هذه الظواهر أو السمات اللغوية بين لهجات الجزيرة العربية منذ عصر ما قبل الإسلام حتى الآن. بل أن لها مصطلحات عربية  خاصة كالكشكشة و الكسكسة و التشتشة و التستسة و التچتچة. أعتمدت هذه الورقة العلمية على نظرية بوجي للتشكيل الصرفي (2009 ، 2010 ، 2016 ، 2019) لتحليل العلاقة بين التشكيل الصوتي و الصرفي لكاف المخاطبة المؤنثة (-كِ) و معناها باعتبارها علامة لغوية لها علاقة منهجية بين الشكل والمعنى. وضح هذا البحث أن استخدام الأنماط الصوتية المختلفة لكاف المخاطب المؤنثة مثل (-س), (-ش), (-تس), (-تش) أو (تچ) لها علاقة بالمعنى الاجتماعي و الثقافي, حيث أنها مرتبطة بالخلفية الاجتماعية والثقافية للمتحدثين ولا سيما لهجاتهم أو المنطقة التي ينتمون اليها في المملكة العربية السعودية. و أخيراً, يساعد هذا العمل على فهم وتفسير التباينات اللهجية وتأثيراتها على التشكيل الصوتي و الصرفي لكاف المخاطبة المؤنثة في اللهجات السعودية.