الدَّرس الدّلاليّ للتَّثْنِيَة فِي سُورَةِ الرَّحمَنِ

الملخص

يهدف هذا البحث إلى تحلية الدرس الدلالي لظاهرة يَكْثُرُ تَزْدَادُها في إحدى سور القرآن الكريم ، وهي «ظاهرة التقنية» ؛ لما لها في اللغة العربية - بشكل عام - ، وفي سورة الرحمن - بشكل خاص - من خصوصية ومزية، ولعلك تلحظ كثرة تكرار المورقيم الدال على التقنية «ان» في السورة الكريمة ؛ فهو وترها وقطب رحاها ومرتكزها الذي اتكأ عليه بناؤها. جاء البحث في مقدمة ، وتمهيد ، وأربعة مباحث ، وخاتمة . تناول المبحث الأول الحديث عن دلالة التثنية بالعطف في سورة الرحمن . وجاء المبحث الثاني للحديث عن الدرس الدلالي لتثنية الأفعال في سورة الرحمن والمبحث الثالث للحديث عن الدرس الدلالي لتثنية الأسماء في سورة الرحمن والمبحث الرابع للحديث عن الدرس الدلالي لتثنية الحروف في سورة الرحمن. وقد أولى الباحث مزيدًا من البيان للأبعاد الدلالية للتقنية في السورة الكريمة . أكد الباحث في هذه الدراسة أن التقنية لم تأت في سورة الرحمن شَيْئًا زائدا لا قيمة له، بل كان لها دورها المهم في سياق الآيات الكريمة؛ ففضلاً عن قيمتها الجمالية الإيقاعية في النص، فإنَّما تُعَدُّ - كذلك - إحدى الوسائل المهمة في إثراء العربية وتنويع تراكيبها اللغوية. ختم الباحث بحثه بخاتمة تضمنت أهم النتائج التي توصل إليها ؛ ومنها أن للتقنية فوائد كثيرة ومزايا متنوعة تستفاد من سياق الكلام، وأن الكلمات المثناة جاءت جامعة بين حق المعنى وحق اللفظ في أجمل تعبير وأبلغ موضع ، مستقرة في مكانها متمكنة في قرارها. أرجو أن يكون الباحث قد نفض الغبار عن هذه الظاهرة المهمة التي سرت في السورة الكريمة ، ونجح في تحلية جانبها المشرق : الجانب الدلالي.