نظرية النشوء والارتقاء وموقف الشيخ حسين الجسر منها
الكلمات المفتاحية:
النشوء والارتقاء، التطور، الشيخ حسين الجسر ، الانتخاب الطبيعي، تنازع البقاء، بقاء الأصلحالملخص
يتناول البحث فلسفة النشوء والارتقاء المادية التي تدعي أن الأنواع الحالية على اختلافها ترجع إلى بضعة أصول نمت وتكاثرت وتنوعت في زمن مديد بمقتضى عدة نواميس إذا وجدت وفعلت معا فإن التطور لابد وأن يكون حتميا وآليا، وأخذوا من التشابه بين الإنسان في النواحي التشريحية والأطوار الجنينية دليلا لهم على تطور الإنسان من الحيوان، ويبين موقف الشيخ الجسر الذي يرى أن النشوء والارتقاء لا يزال مذهبا مختلفا في صحته، وهو مجرد فرض لم يقم على الدليل والبرهان اليقيني بل قام على الظن والوهم والخيال، وأن جميع ما ذكره الدهريون بشأن خلق العالم وتنوع الأنواع بالدلائل القاطعة فإن مفكري الإسلام يقولون بها إذ لا شيء من النصوص التي ذكرت في القرآن الكريم ينافي القول بهذا التكوين مع اعتقادهم أن الله تعالى هو الذي أوجد الشمس وكونها وفصل منها الكواكب والأرض، وأما ما ذكروه بشأن خلق عوالم الأرض فنعتقد أن الله تعالى خلق كل نوع مستقلا ولم يخلقه بطريق النشوء وإن كان الله قادرا على كلتا الصورتين، وأما أن كل نوع خلقه دفعة واحدة أو بترق بسبب نواميس وضعها الله فهذا سبيله عندنا التوقف، وأما الإنسان الأول فقد خلق خلقا مستقلا لا بطريق النشوء لأنه لو كان مخلوقا بنشوء وارتقاء لكان الحكمة تقتضي أن يشرح الله تعالى تلك التطورات والترقيات ويفصلها حسبما جرى عليه في تفصيل خلق ذريته وهؤلاء الماديون حاولوا أن يطلبوا ربهم في المحسوسات وما يتشكل في الأوهام، ويتقدر في مجاري الوساوس وخواطر الهواجس، وهذا حيد بالكلية عن صفات الإلهية، فاللبيب من ترك الوهم والخيال جانبا، ولم يتخذ غير البرهان والدليل صاحبا.
التنزيلات
التنزيلات
-
PDF
48
9
منشور
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2015 CC Attribution 4.0
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.