سيميائية التشاكل والتباين في شعر زهير بين حرية الإبداع وقيود الانتماء

الملخص

يضطلع التأويل السيميائي بمهمة استشرافية، في محاولة للكشف عن اللامقول في النص الشعري، ورفع الحُجُب عنه، وبثّ روح التجديد في الدلالات اللامتناهية؛ فنحن في هذا العصر المتجدد تشرئب أنفسنا إلى اكتناه ما تستبطنه النصوص من سياقات تستجلب المتعة وترتقي بالذائقة. فالمؤوِّل يرى ما لم يقله النص، ويتقصى ما يمكن أن يحتمله النص من تأويلات، ما يصل الحديث بالقديم، والحاضر بالماضي، والفروع بالأصول؛ فيستحيل النص إلى خلق جديد وكأنه كُتِب البارحة.

ويأتي هذا البحث بعنوان: (سيميائية التشاكل والتباين في شعر زهير بين حرية الإبداع وقيود الانتماء) ليقدم رؤية مغايرة للنص الشعري الجاهلي، ويحلله من منظور سيميائي، وفقاً لإجراء التشاكل والتباين، برصده في سياقات الحرية والانتماء عند زهير، وذلك على المستويات المختلفة: الصوتية والصرفية والتركيبية والمعجمية، مع التركيز على الجانب المعجمي؛ لأنه المستوى الأقدر على تشكيل الدلالة، وتمثيل الرؤية المفاهيمية التي تتجلى فيها ثيمات الحرية والانتماء بصورة واضحة، بما يقدم قراءة نقدية يقظة جديدة، من منطلق أن للمتلقي أن يمارس ما مارسه منتج النص من قدرات إبداعية ظاهرة أو خفية، بما يؤسس لوعي نقدي يؤمن بتعدد الرؤى واختلاف المنظور، وينتج نصوصاً جديدة توازي الإبداع المتصدى له بل قد تتفوق عليه.